هذا جوابي على سؤالي

هل هناك حبين صادقين ام الحب دائما يكون لشخص واحد؟؟

الحقيقي هو لشخص واحد فقط

علاقة الحب هي دائرة مغلقة على طرفيها لا مكان للثالث فيها مهما كانت درجة صداقته او قرابته ومهما كان صادق النية صافي الذهن.ولا يثير الحسد في الدنيا قدر الحب .انه جنة الله على الارض .ولهذا فالمحبون الحقيقيون قليلون والحاسدون كثيرون

اعزائي القراء وردني هذا السؤال من الصديق ياسر من اصحابي في مكتوب فاحببت ان اجيب عليه امام القراء جميعا بجواب عفوي كما فهمت الحياة بتواضعي وهذا هو سؤال الاخ ياسر وجوابي يليه

سؤال واتمنى اجابه من شخصك الكريم
هل من الممكن انه الرجل يحب اكثر من واحده ف نفس الوقت؟
وهل ان المرأه بإستطاعتها حب اكثر من رجل ..او رجلين بنفس الوقت؟ ياسر

الحب تجربة فريدة وحيدة في حياة كل انسان

لذلك ،من الصعب بل من المستحيل تكرار تجربة الحب مرة ثانية في حياة الانسان ، فاذا كانت التجربة الثانية صادقة حقا فان التجربة الاولى لم تكن صادقة

واذا كانت التجربة الاولى في الحب صادقة فمن المستحيل ان يعقبها تجربة ثانية ،ولذا فانه حتى بعد موت احد طرفي العلاقة فان الحب يظل باقيا كما هو بحرارته وقوته في قلب وعقل الطرف الآخر الباقي على قيد الحياة

ولذا فان الحب الحقيقي يكون دوما لانسان واحد ولا يمكن للقلب ان يحب اثنين في آن واحد بل اكثر من ذلك فان الحب الحقيقي ينطوي في بعض جوانبه على عذاب والم .اذ يبدو ان الانسان حتى وان كان مؤهلا للحب ،فان امكانياته النفسية غير قادرة على مثل هذا الترابط العميق بين الروحين

الحب امر جليل وعظيم فوق مقدرة المادة البشرية .انه انكشاف للذات والوجود يسبب في البداية فرحة واندهاشا وفزعا ثم بعد ذلك سعادة والما ولان المادة البشرية لها ضعفها وهفواتها وزلاتها واخطاؤها فان المحبين يجدون صعوبة في التسليم بهذا الضعف البشري

ان طموحاتهم دائما نحو المثالية والحبيب هو المثل الاعلى وذلك احد جوانب الصراع والعذاب والالم في الحب.الصراع بسبب عدم القدرة على التوفيق بين الصورة الواقعية والصورة المثالية

انها لحظات اهتزاز بسيطة ثم يعود المحب بعدها الى ثباته واستقراره وثقته وطمأنينته .يعود فيدرك ان ما يبدو من محبوبه من ضعف ونقص انما هو سطحي لا يمس من جوهر روحه ولا ينال من اصالته ولا يزعزع قيمته الثابتة . ان ما يصدر عنه من توافه ونقائص لا ينال الا قشرته الخارجية فقط ..اما باطنه فرائع وعظيم ولا احد يدانيه في الدنيا

لا احد يستطيع ان يقترب من احاسيس العاشق تجاه معشوقه .ولا احد يستطيع مهما كانت درجة قربه ان يتفهم طبيعة هذه المشاعر

علاقة الحب هي دائرة مغلقة على طرفيها لا مكان للثالث فيها مهما كانت درجة صداقته او قرابته ومهما كان صادق النية صافي الذهن.ولا يثير الحسد في الدنيا قدر الحب .انه جنة الله على الارض .ولهذا فالمحبون الحقيقيون قليلون والحاسدون كثيرون

والطرف الثالث دائما ما يسيء الى علاقة الحب حتى وان كان حسن النية وخاصة اذا لجأ اليه المحبان للتحكيم او الوساطة او للاستشارة المحبان لا يحتاجان الى هذا الوسيط .ان اي خلاف بينهما من الممكن ان يزول في لحظة .وايّا منهما يستطيع بسهولة ان يتخلى عن وجهة نظره من اجل الطرف الآخر وخلافاتهما سطحية وعابرة وبسيطة ومهما تباعدت وجهات النظر ومهما عمق الخلاف فانهما سرعان ما يلتقيان ويتفقان وسرعان ما يتناسيان ما كان بينهما من اختلاف وخلاف

ولذلك فانت لن تجد يا اخي ياسر على وجه الارض حبيبا يشكو من خيانة حبيبه فهذا امر مستحيل لانه لا مكان للخيانة في الحب الحقيقي وان حصلت الخيانة فالحب لا يكون حبا اصلا طالما انه سمح للخيانة ان تقع فلا خيانة مع الحب ولا حب مع الخيانة

المصدر: كتاب معنى الحب للدكتور عادل صادق