عاشر من تعاشر ..
فلابد من الفراق
عندما تبدأ بضب حاجياتك .. وأعينهم تترقب بصمت
وأفواههم مطبقة رعبا من لفظ الوداع ..
*************
عندما تحين ساعة الصفر
قتضم عينيك أعينهم
وتأبى كلماتك وأحرفك الترجل
معلنة لك رفضها لأنسلالك من بينهم ..
**************
عندما تعلن لك
صافرة الإنذار دنو المغادرة
فتبحث عنهم
لتراهم هنالك تتوسلك أعينهم بالبقاء
وتصافحك أيديهم على أمل اللقاء ..
***********
تحاول
كلماتك .. الترويح
عنهم
وتبدأ تعليقاتك المازحة بمحاولة يائسة منها لتلطيف الجو المشحون
بأتراح الوداع
فتخسر لأول مرة رؤية ايتسامتهم
سماع قهقهتهم
فتستسلم بطبع قبلات الوداع على وجناتهم
ومنحهم ابتسامة يتيمة
فيبادلونك بدموع .. وكلمات أبت أن تُلفَظ يومها ..
***********************
فترحل ...
مخلفا لهم بعضا من بقاياك ,, خوفا من اغتيال مساحتك في
ذاكرتهم
وخوفا من رحيلك التام من أيامهم القادمة ..
*****************
وترحل !!
وتبدأ دموعك بلأنهيار
حتى على تلك اللحظات البائسة بينهم
فمرارتها تتحول لحلاوة في تلك اللحظات
عيونهم تتحول لمزايا وحسنات
فتحن لهم منذ أول لحظة فراق
وتحن لحكايا لطالما أزعجتك وأثارت تذمرك
لسخافات كثيرا ما عكرت مزاجك ..
***************
حينها فقط تحن لهم
وللحظاتهم أجمعها
وتتساءل ... هل سيظل الحنين وهل ستظل معلقا في ذاكرتهم
أم ستطويك الأيام والسنين وتصبح مجرد شخص مجهول الهوية
بعد سنين قادمة
عاشر من تعاشر فلابد من الفراق ..
*************
لا نحتاج لمسرح لنتعرف معنى العذاب فالحياة
نفسها تمنحنا فرصا لاتحصى للتعرف عليه ..
مما راق لي .. دمتم بود